إنسان من هذا الزمان ... جئت للدنيا من زمان ... بكيت من غربة المكان ... حسرةً على ما كان ...
وما سيكون وكان ... وماقد يصيبني الآن ... من الإنس والجان ... ومن جشع الإنسان ...
نعم أنا إنسان ... قدري أن أصير إنسان ... وأن أكون هنا الآن ... بين أخوة وخلان ...
فبعد الولادة بثوانٍ ... بدأت مسيرة الأحزان ... وفتحت صفحة وصفحتان ... وبعدها صفحة وصفحتان ...
نعم أنا إنسان ... إنسان من هذا الزمان ... أحمل ذنوبً سِمان ... أكثر من عدد البلدان ...
أكثر من كل الأوطان ... فلولا نعمة النسيان ... نعمة من رب الثقلان ... لبكيت بحسرة الخسران ...
ولكن تذكرت القرآن ... كتاب يسمى الفرقان ... تفهمه من العنوان ... هو للنفس أمان ...
وهو للقلب ريان ... فيه روح و ريحان ... وفيه اللؤلؤ والمرجان ... يشفيني من شرور الزمان ...
قبله كنت كالغرقان ... قبله كنت في تيهان ... قبله كنت في نقصان ... قبله كنت كالشيطان ...
وقد هداني رب رحمان ... هداني لنعمة الإيمان ... وترك كل الأوثان ... للفوز برؤية الجنان ...
فهذا هو الإنسان ... تغريه النفس بأمران ... يأخذك طريق للخذلان ... وطريق يوصلك للأمان ...
فلا تجعل عقلك كالحيوان ... وتذكر أنك أنت الإنسان ... إنسان بعواطف ووجدان ... إنسان من هذا الزمان
[b]