علي محمود طه
****************
أخي، جاوز الظالمون الــمـدى
فحــــقَّ الجهـــادُ، وحقَّ الفـِدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُــــروبــــةَ
مجـــد الأبــــوَّةِ والـســـــؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ الســيـوف
يُجيـــبونَ صوتًا لنا أو صـدىِ
فجــرِّدْ حـــسامَكَ من غـــمــدِهِ
فليس لهُ، بـــعـــدُ، أن يُغـــمـدا
أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ أرى
اليوم موعـــدنا لا الـــــــغــــــدا
أخي، أقبل الشرقُ في أمــــــةٍ
تردُّ الـــضلال وتُحيي الــــهُـدى
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا
أعــــدَّ لها الذابحون الـــمُــــدى
صبرنا على غدْرِهم قادرينــا
و كنا لَهُمْ قــدرًا مُــــرصــــــدًا
طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ
فطاروا هبـــاءً، وصاروا سُدى
أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغــمـار َ
دمًا قانيًا و لــظى مـــــرعـــــدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيـــوفُ
فأوردْ شَباها الدم المُـــصــعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي
وشبَّ الضرام بهــا مـــــوقــدا
فـفــتـِّـشْ على مهجـــةٍ حُرَّة
أبَتْ أن يَمُرَّ عـــليها الـــعِـــــدا
وَخُــذْ راية الحق من قبضــةٍ
جلاها الوَغَى، و نماها الــنَّدى
وقبِّل شهـــيدًا على أرضهـــا
دعا باسمها الله و استــشهــدا
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ
وجلّ الفــــدائــي و المُــفتــدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ
فـــــإمًا الحياة و إمــا الـــرَّدى